اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس، في آخر يوم من زيارتها لاسرائيل والضفة الغربية، وسط تحركات متواصلة تهدف الى تحقيق تقدم في عملية السلام التي انطلقت قبل ايام برعاية امريكية.
ويأتي لقاء كلينتون مع عباس وسط تلويح الاخير بالانسحاب من المفاوضات اذا لم تمدد الحكومة الإسرائيلية قرار التجميد المؤقت للنشاطات الاستيطانية في الضفة، والذي ينتهي في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وقالت كلينتون في مستهل اجتماعها مع عباس: "نحن، كما الرئيس أوباما، ملتزمون ومصممون على تحقيق اتفاقية سلام من خلال مفاوضات مباشرة تقود الى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والاستمرار تحقق آمال الفلسطينيين".
اما الرئيس الفلسطيني فقد قال امام الصحافيين ان "الوقت صعب والظروف صعبة والادارة الأمريكية معنية بالوصول الى السلام الذي لا بديل عنه من خلال المفاوضات، لذلك لا مجال امامنا الا ان تستمر الجهود في هذه الظروف".
وتوجه عباس بالشكر لكلينتون وإدارة الرئيس أوباما على الجهود التي تبذلها في سبيل احلال السلام في الشرق الاوسط.
وأعلن نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس ووزيرة الخارجية الأمريكية اتفقا على متابعة اللقاءات بينهما الاسبوع المقبل على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية قد اجتمعا الاربعاء في القدس بحضور كلينتون التي اشادت بـ "جدية" الطرفين في المضي في محادثات السلام الصعبة بينهما.
قضايا الخلاف
ومن قضايا الخلاف الاساسية حدود الدولة الفلسطينية المقبلة, وامن اسرائيل, ومصير اللاجئين الفلسطينيين, ووضع القدس والاستيطان اليهودي.
ويشكل الخلاف بشأن الاستيطان اكثر المسائل الضاغطة في المفاوضات الجارية مع اقتراب انتهاء سريان قرار التجميد الجزئي لاعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤولون مقربون من المفاوضات ان اسرائيل رفضت اقتراحا بتمديد تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر في الوقت الذي يهدد فيه اقتراب انتهاء التجميد بتقويض محادثات السلام.
وقال مكتب نتنياهو في بيان انه لن يعقب على طبيعة المفاوضات، لكنه متمسك بموقفه وهو عدم تمديد التجميد الذي ينتهي في 26 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأحجم مسؤولون أمريكيون مرافقون لكلينتون عن التعقيب على الرد الاسرائيلي، لكن الولايات المتحدة قالت انها تعتقد أن اسرائيل والفلسطينيين يحرزون تقدما نحو انهاء الخلاف بشأن الاستيطان.
من جانبه قال الرئيس المصري حسني مبارك، في مقطع من مقابلة بثته الاذاعة الاسرائيلية: "لقد تكلمت معه (نتنياهو) في هذا الموضوع وقلت له اعطيه (عباس) على الاقل ثلاثة اشهر اثناء المفاوضات ونرى المفاوضات بصورة مستمرة قد تصلوا الى حلول مرضية... وبعدين ابني في حدودك وهو يبني في حدوده"، مضيفا انه يمكن التفاوض على حدود الدولة الفلسطينية خلال فترة التمديد.
وكانت اسرائيل قد قالت ان اتفاقا في هذا الصدد قد يستوجب تبادلا للاراضي تحتفظ بموجبه بكتل استيطانية كبيرة في الضفة الغربية.
وقال مسؤولون قريبون من المحادثات ان الولايات المتحدة قدمت اقتراحا مماثلا لكن نتنياهو رفضه. وتهيمن أحزاب مؤيدة للمستوطنين على الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء الاسرائيلي.
الفصائل الفلسطينية
وفي رام الله عقدت الفصائل اليسارية ومعها الشخصيات المستقلة الفلسطينية مؤتمرا صحفيا عبرت خلاله عن رفضها للتوجه إلى المفاوضات المباشرة "في ظل تواصل النشاطات الاستيطانية وانعدام المرجعيات الواضحة لعملية التفاوض".
واعتبر المعارضون هذه المفاوضات المباشرة بأنها ستلحق المزيد من الفشل لما وصفوه بمسلسل المفاوضات السلمية ولن تأتي الا بالمزيد من الخسائر للجانب الفلسطيي.
واعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بانها تدرس امكانية تعليق مشاركتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجا على المفاوضات.