شارك وفد من دولة الإمارات في المؤتمر السنوي الرابع للمنتدى الدولي حول الهجرة والتنمية الذي نظم في منتجع بويرتو فايارتا بالمكسيك الأسبوع الماضي. وقد اختيرت دولة الإمارات ضمن مجموعة من أربع عشرة دولة أعضاء لتقييم مسار المنتدى تمهيدا لتقديم نتائج التقييم خلال الحوار رفيع المستوى حول الهجرة والتنمية الذي سيعقد على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف 2013.
وكانت دولة الإمارات شاركت بالإعداد للمؤتمر على مدى العام المنصرم عبر عضويتها بالهيئة المشرفة على أعمال المنتدى وترؤسها لإحدى مجموعتي العمل المنبثقة عنه وكذلك ترؤسها إلى جانب دولة السويد لإحدى الطاولات المستديرة التي نظمت على هامش دورة السنة الحالية.
وضم وفد الدولة كلا من سعيد راشد عبيد الزعابي سفير الدولة لدى المكسيك ويوسف عبدالغني المدير لتنفيذي للسياسات والاستراتيجية بوزارة العمل واسكندر زلمي مستشار وزير العمل وسعيد الحبسي السكرتير الأول لسفارة الدولة في جنيف.
وقد تناول المنتدى الذي افتتحه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أربعة موضوعات رئيسة هي تحسين الوعي العام الدولي بالهجرة والتنمية البشرية عبر تعزيز الشراكات بين دول المنشأ والمقصد والمرور وانسجام السياسات والتكامل المؤسسي من أجل توطيد العلاقة بين الهجرة والتنمية ومستقبل المنتدى في ضوء ما أنجزه منذ انطلاقته في عام 2007 حيث ترأست الإمارات حلقة النقاش الأولى من المجموعة الثانية والمتعلقة بالحد من تكلفة الهجرة وتعزيز التنمية البشرية.
وأشار التقرير الصادر عن أعمال الطاولة المستديرة الثانية التي ترأست دولتا الإمارات والسويد إحدى حلقتيها إلى مبادرة دولة الإمارات ومجموعة من الدول الآسيوية المنتمية إلى مسار حوار أبوظبي حول وضع برنامج تجريبي تقوم من خلاله المصارف العاملة بدول المصدر بتوفير قروض ميسرة للعمال المغادرين لتغطية نفقات انتقالهم للعمل المؤقت بالدولة وتذليل الصعوبات التي أعاقت تطبيق برامج مماثلة في السابق حيث دعت المملكة المتحدة إلى متابعة تطبيق هذه التجربة النموذجية لما يمكن أن يستخلص منها من دروس قيمة.
كما نوه التقرير بالندوة التي تنظمها الدولة في يناير القادم حول ممارسات استقطاب العمالة للعمل في الدول المستقبلة ومعايير الرقابة عليها للحد من تعريض العمال للاستغلال والتضليل قبل مغادرتهم.
ويذكر أن وزارة العمل تعد لهذه الندوة بمشاركة منظمة العمل الدولية ومنظمة الهجرة الدولية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبحضور دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيوية مرسلة للعمالة إضافة إلى الحكومة السويسرية.
وقد أبدى ممثل المفوضية الأوروبية المشارك في أعمال منتدى المكسيك اهتمامه بالمشاركة في الندوة لأن الدول الأوروبية تنظر هي الأخرى في سبل مكافحة الممارسات السلبية في حق العمال الذين يفدون إليها للعمل بصفة مؤقتة خلال عملية استقطابهم.
كما شارك الوفد في الجلسة المخصصة لتقييم مسار المنتدى ومستقبله وقدم مداخلة أكد خلالها ضرورة المحافظة على استقلالية المنتدى والإبقاء على سمته كمجال للحوار البناء حول قضايا الهجرة والتنمية وتبادل الخبرات وتعميم الاستفادة منها بعيداً عن الإلزامية والإملائية.
يذكر في هذا الإطار أن دولة الإمارات ومن خلال مشاركتها المتميزة في دورات المنتدى منذ انطلاقته قد سعت إلى إرساء مقولة تعدد نماذج الهجرة وإلقاء الضوء على نماذج هجرة العمل وبالذات ظاهرة العمل التعاقدي المؤقت وقامت بتمويل عدة دراسات أعدها خبراء عالميون خلال دورات المنتدى المتعاقبة.