لقي 35 شخصاً حتفهم، هم 24 من متمردي حركة «طالبان» و11 عسكرياً باكستانياً، في هجمات منسقة شنها مقاتلو الحركة على خمسة مواقع للقوات الخاصة الباكستانية قرب الحدود الأفغانية أمس، في وقتٍ قتل شرطي في عملية منفصلة في مدينة كويتا بالمنطقة القبلية.
وقال رئيس ادارة اقليم مهمند امجد علي خان في مؤتمر صحافي في غالاناي كبرى مدن هذا الاقليم الواقع في المنطقة القبلية الخارجة عن سيطرة السلطة المركزية ان «11 على الاقل من رجالنا قتلوا وجرح 12 آخرون». وكان مسؤول تحدث اولاً عن مقتل ثلاثة جنود على الاقل في الهجوم. وقال خان ان «24 ناشطا قتلوا عندما صد الجنود الهجمات الخمس المنسقة في خمسة مراكز للمراقبة قرب الحدود مع افغانستان». وأوضح ان الجيش «ارسل مروحيات قاذفة وقصف مواقع يعتقد انها مخابىء لطالبان». وكان مسؤول امني كبير قال لوكالة «فرانس برس» ان «حوالي 150 مسلحا من طالبان هاجموا خمسة مراكز للمراقبة لحرس الحدود في قرية بيدنامي قرب الحدود مع افغانستان». واوضح ان الشرطة «طوقت المنطقة وبحثت عن ناشطين فروا بينما ارسلت تعزيزات الى نقاط المراقبة التي تعرضت للهجوم». وفي اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، قال الناطق باسم «طالبان» سجاد مهمند ان «جنديين من القوات الخاصة خطفا»، لكن مسؤولين امنيين نفوا ذلك، مشددين على انه لم يسجل فقدان اي جندي. وفي سياق متصل، انفجرت قنبلة موقوتة في مدرسة ابتدائية خاصة للفتيان في ضاحية بيلوسي في مدينة بيشاور ما ادى الى جرح اربعة اطفال، وصرح المسؤول في الشرطة شفيع الله خان ان الاطفال « كانوا يلهون في الباحة عندما افجرت القنبلة في الداخل». وفي كويتا جنوب غربي باكستان، انفجرت دراجة مفخخة ما ادى الى مقتل شرطي وجرح اربعة آخرين. ولم تتبن اي جهة حتى الآن المسؤولية عن العمليتين. يشار إلى أن حوالي أربعة آلاف لقوا حتفهم في اكثر من 420 هجوما كان معظمها انتحاريا في انحاء باكستان في الأعوام الثلاثة الماضية.
اغتيالات وزيرستان
من جهة اخرى، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن قبليين باكستانيين قولهم انه «خلال ما لا يقل عن سبع مرات الأسبوع الماضي، عثر على جثث في الحقول وعلى الطرقات في شمال وزيرستان أرفقت معها تحذيرات تقول ان كل الجواسيس الأميركيين سيلقون المصير نفسه». وقال الباكستانيون ان «التجسس كان يعتبر دائماً إهانة وأذية غير مقبولة في تلك المنطقة»، لكن وتيرة الاغتيالات الراهنة «غير مسبوقة». وأشاروا إلى ان «زيادة حالات الاغتيال تتزامن مع زيادة عدد الغارات الجوية بطائرات من دون طيار تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في شمال وزيرستان التي تؤوي المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة وشبكة حقاني». يشار إلى ان الطائرات الأميركية أطلقت 112 صاروخاً على المناطق القبلية الباكستانية خلال العام الجاري 88 في المئة منها كانت في شمال وزيرستان. لكن القبليين يقولون ان الحملة الأميركية «لم تترك أي نتائج إيجابية وتسببت بزيادة وتيرة العنف الذي بات من الصعب إن لم يكن من المستحيل التحكم به». وقال عدد من المسؤولين والقليين الباكستانيين وأحد المسلحين للصحيفة الاميركية ان «عدد الغارات الكبير أجبر السكان على البقاء داخل منازلهم ورفض تأمين المأوى للأصدقاء خوفاً من مزاعم التجسس».
البيان