يشارك معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في الدورة 36 للجنة الأمن الغذائي والتي تعقد في روما خلال الفترة 11-16 أكتوبر الجاري، حيث يمثل معاليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال إن الإمارات تؤكد على أن الحلول الفردية لن تكون ذات جدوى تذكر في مواجهة هذه المشكلة العالمية المعقدة، وعليه فإننا ندعو دول العالم كافة ومنظماته المتخصصة وكل أصحاب المصلحة إلى تحمل مسؤولياتهم وحشد جهودهم للعمل معاً من أجل تسريع وتيرة البحث عن حلول مبتكرة وعملية قابلة للتطبيق لتعزيز الأمن الغذائي العالمي والتخفيف من حدة الفقر والجوع. يناقش الاجتماع الإصلاحات التي أجريت على لجنة الأمن الغذائي لتقوم بدورها بصورة أفضل. وتعمل لجنة الأمن الغذائي على تقديم الدعم والمشورة للبلدان والأقاليم من أجل إعداد خطط عملها على المستويين الوطني والإقليمي لكفالة الأمن الغذائي والتغذية وتنفيذ هذه الخطط ومراقبتها وتقييمها، وتنسيق نهج عمل عالمي لتحقيق الأمن الغذائي، والترويج للاتساق بين السياسات، والتشجيع على المساءلة وتقاسم أفضل الممارسات ووضع إطار استراتيجي عالمي للأمن الغذائي والتغذية.
اسعار المواد الغذائية
وقد ألقى وزير البيئة والمياه خلال الاجتماع كلمة في الاجتماع نيابة عن صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله. جاء فيها : يعقد اجتماعكم اليوم في ظل تنامي المخاوف من حدوث أزمة غذاء عالمي جديدة نتيجة الارتفاع المتكرر في أسعار المواد الغذائية الأساسية. وتنظر بلادي بقلق بالغ إلى هذا الأمر الذي قد يتسبب في إبطاء الجهود الدولية المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وخفض عدد الجياع الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة مؤخراً.
لجنة الأمن الغذائي
إننا نعتقد بأن لجنة الأمن الغذائي العالمي والتي نجتمع اليوم في رحابها ستكون، بعد اعتماد كافة المسائل المتعلقة بإصلاحها، مؤهلة لأن تلعب دوراً مهماً وحيوياً في تحقيق مثل هذا التعاون، وفي حشد الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، خاصة بعد أن حظيت تلك الإصلاحات بتأييد سياسي رفيع المستوى وواسع النطاق. وأعود هنا لأجدد تأييد بلادي لكافة الإصلاحات التي ستجعل من اللجنة محفلاً دولياً شاملاً وفاعلاً يجمع كل أصحاب المصلحة والمهتمين.
كما يسرني أن أغتنم هذه المناسبة لأعلن تأييد بلادي للجهود التي تبذلها اللجنة من أجل وضع إطار استراتيجي عالمي للأمن الغذائي والتغذية ليكون أداة تعزز من دور اللجنة في مجال تحسين التعاون، وحفز الإجراءات التنسيقية وتوفير الإرشاد من أجل ضمان مشاركة فاعلة للمشاريع والأنشطة الوطنية والإقليمية والعالمية المصممة للحيلولة دون وقوع أزمات غذائية مستقبلية، والقضاء على الجوع وضمان الأمن الغذائي والتغذية لكافة البشر.
لا سيما وأن الأمن الغذائي العالمي سيواجه في المستقبل المزيد من التحديات، لعل أبرزها القدرة على تأمين الغذاء لتسعة مليارات نسمة في عام 2050 في ظل كل الضغوط والتحديات التي نواجهها.
الظروف المناخية
إن دولة الإمارات وعلى الرغم من الظروف المناخية الصعبة وتحديات الأمن المائي فقد نجحت في بناء نهضة زراعية أسهمت في تحقيق نسب معقولة من الاكتفاء الذاتي لبعض المنتجات الغذائية، وذلك من خلال انتهاج سياسة مرنة ومتوازنة شملت: استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي، واستخدام التقنيات الزراعية المتطورة كالزراعة المحمية والمائية، وزراعة المحاصيل المتحملة للملوحة، وتوفير الإرشاد الزراعي وبناء القدرات، واستخدام وسائل ونظم الري الحديثة.
كما قمنا في إطار التزامنا بالأهداف التنموية للألفية ذات الصلة بمكافحة الفقر والجوع بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية، لتحافظ بلادي على موقعها كواحدة من كبار الدول المانحة.
إن مساهمة بلادي بتعزيز الأمن الغذائي العالمي شملت كذلك توفير وتطوير بنية تحتية وشبكة مواصلات وخدمات لوجستية متطورة جدا بوأت لنا الريادة الإقليمية والعالمية كمركز تجارة وإعادة تصدير وخصوصا للسلع الغذائية بما يوفر الانسياب والتدفق للأسواق المحلية ويتعداه لخدمة وتوفير متطلبات رقعة واسعة من العالم.
كما تقوم بلادي بدور نشط وفاعل للمساعدة في حالات الأزمات والكوارث الطبيعية، من خلال تقديم المساعدات عن طريق هيئات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمؤسسات الإنمائية والجمعيات الاغاثية، بالإضافة للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة الميدانية.
الجمعة أكتوبر 15, 2010 9:29 am