تعهد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أمس بعدم السكوت أمام «ما قامت وما تقوم به إسرائيل من استهداف للمدنيين في لبنان وقطاع غزة»، ودعا دول المنطقة إلى تأسيس نظام شبيه بنظام «شينغن» بين دول الإتحاد الأوروبي. وقال أردوغان، في كلمة أمام مؤتمر مصرفي عربي في اليوم الثاني من زيارته إلى لبنان، أمس، متوجهاً إلى الإسرائيليين: «تدخلون لبنان وتقتلون الأطفال وبعدها تطلبون منا ان نسكت.. تستخدمون القنابل العنقودية وتقتلون أطفال غزة، وبعدها تطلبون منا ان نسكت».
وأردف: «لن نسكت.. وسنكون مع الحق وسنقول بكل إمكانياتنا، إذا ليس هنالك سيادة الحق والقانون فما أهمية المال؟.. إذا كان هنالك سيادة الحق فهنالك سيكون للمال قيمة». وأضاف: «نحن في هذه المنطقة نريد أن يسود الحق وليس القرصنة والرفاهية في المنطقة بدلاً من قتل الأطفال..
إذا استمرينا بالدفاع عن العالم فالعالم سوف ينصت إلينا»، ودعا اردوغان أصحاب الرساميل العربية إلى الاستثمار في تركيا، مطالباً دول المنطقة بتأسيس نظام شبيه بنظام «شينغن» بين دول الإتحاد الأوروبي، ومستغرباً «الخوف من القيام بهذه الخطوة».
وفي المؤتمر نفسه، دعا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى تكوين تكتلٌ مصرفي إقليمي «يكون في خدمة الدول العربية ودول الجوار ذات الأهداف الاقتصادية والمصرفية المتكاملة معنا».
وقال: «أصبحت تركيا اليوم قوة اقليمية ذات ثقل عالمي في مختلف الميادين. وهي تقف إلى جانب القضايا المحقة في العالم العربي وفي العالم الإسلامي. وكانت السند الوفي للبنان في كل الأوقات الصعبة»، مضيفاً: «تعمل تركيا على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان».
وغادر أردوغان لبنان أمس، بعد أن حرص على إظهار أكبر قدر ممكن من الدعم للمسعى السعودي- السوري على خطّ الأزمة اللبنانية، لافتاً إلى أنه لا يحمل مبادرة تركية. وقال مصدر سياسي ل«البيان»، إن زيارة رئيس الوزراء التركي شكلت «حدثاً متعدّد الأبعاد سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً في لحظة لبنانية بالغة الحساسية والتعقيد».
ولفت إلى أن الزيارة «كسرت حالة الشلل الداخلي الناتجة عن تداعيات الأزمة الراهنة، والتي عطّلت مجلس الوزراء وطاولة الحوار، ووضعت الجميع في انتظار ما سيؤول إليه الجهد السوري- السعودي الذي بات تجدّده مرتبطاً بالحالة الصحية للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز».
وتضمن برنامج اليوم الأخير من زيارة أردوغان، فضلاً عن مشاركته في المؤتمر المصرفي، زيارة صيدا حيث افتتح المركز الحديث لمعالجة الحروق ومدرسة، وتفقّد الوحدة التركية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة «يونيفل» قبل أن يعود الى بيروت ويجتمع بممثلين لقوى «8 آذار» بما فيها «حزب الله».
المصدر